الأحد، 9 مارس 2014

نصيبك خير



كل يوم تحدث لنا أحداث مختلفة ، منها ما نتوقعه و منها ما لم نتوقعه قط ، سنجد منها الجيد و الذى بالتأكيد سنفرح به بالرغم من أننا لا نعرف كيف حدث ، و لكن أيضًا سنجد السئ و الذى بسببه سنسأل لماذا يحدث ذلك لنا ؟ و أفضل إجابة لهذا السؤال هى و الله يعلم و أنتم لا تعلمون .


فنحن فعلاً لا نعرف ما الحكمة من حدوث شئ نرى أن العقل لا يقبله ، و لكنه سيحدث ليمهد لشئ آخر فالله تعالى يعلم ما كان و ما يكون و ما سيكون و ما لم يكن لو كان ما سيكون ، هو وحده أعلم بما يحدث فى الكون و يعلم الصورة الكاملة ، أما لو نظرنا إلى الحدث بمنظورنا الصغير فلن نفهم أى شئ .


و الآن عليك أن ترضى بما حدث فالرضا بالقضاء و القدر ليس خيره فقط ، بل خيره و شره ، فمن الطبيعى أن تفرح للخير و لكن الرضا فعلاً يكون بما تعتقد أنه سئ ، و لكن الكثير من أقدارنا التى نعتبرها سيئة تكون بالفعل بداية لأقدار و أحداث و حياة رائعة ؛ فقد تكون ابتلاء و بعدها ستأخذ المكافأة و اعلم جيدًا أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها ، و قد تكون لازمة لتحويل مجرى الأمور و حدوث الأفضل لك فيما بعد .


و من الطبيعى أن تحدث هذه المواقف فمن غير الممكن أن نعيش فى على ما نحب و نشتهى ؛ فهناك دائمًا شئ من الظروف المعاكسة ، و هذا من تمام الابتلاء لنا فى الحياة ، و إدراكنا لهذه الحقيقة يجعلنا نفهم حقيقة الحياة ، و قد كانوا يقولون إن للشوهاء فضلاً على الحسناء ؛ لأنه لولا التشوه الذى لدى الشوهاء ما عٌرف حسن الحسناء و هكذا الحياة .


و بالتالى يجب أن نقف عند هذا الموقف و نعرف ما لنا و ما علينا ، و من المهم أن نسرع فى استيعاب الموقف للتمكن من التصرف بسرعة ، أما قصة لا أمل بعد اليوم ، فلا مجال لها هنا ، فالحياة ستسير و أنت يجب أن تكمل و لا تقف مكانك .
و بعد استيعابك للموقف ابدأ فى العمل بالصورة المطلوبة ، فأنت بذلك فى طريقك للأفضل ، و إذا ظهرت أى عقبة أمامك فلا تقل أنا منحوس و لن أكمل ، و قد قيل لأحد السلف : ألم تصدك المحن عن الطريق ؟ فقال : و الله لولا المحن لشككت فى الطريق .


اجمع حماسك و استحضر ثقتك بالله و بنفسك و قدرتك على تخطى هذه المصاعب و فكر جيدًا و ابدأ بالعمل لتحصل على السعادة المنشودة .



و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق