قال حكيم لحفيده : اليوم سأخبرك عن حقيقة من
حقائق الحياة ، فى نفس كل شخص تدور معركة هى أشبه بمعركة بين ذئبين أحدهما يمثل
الشر ، الحسد ، الغيرة ، الأنانية ، و الكذب . أما الآخر فيمثل الخير ، السلام ،
الحب ، الحقيقة ، و الإخلاص . تأثر الطفل بهذه الكلمات و فهمها بالرغم من صعوبتها
، و بعد تفكير سأل جده : فى النهاية أى الذئبين سينتصر ؟
ابتسم الجد و قال : دائمًا ينتصر ذلك الذئب
الذى تطعمه و تغذيه ، إذا غذيت الشر غلب الشر ، و إذا غذيت الخير غلب الخير ؛
فالذى تزرعه تحصده .
هل فهمت مغزى هذه القصة ؟ بداخل كل منا الخير
و الشر ، و دائمًا ما نجد صراعات بينهما ؛ كل منهما يود أن ينتصر و يتحكم بك و
بعقلك و تصرفاتك .
من الطبيعى أن يقول كل واحد منا أنه يطعم ذئب
الخير ، و ينمى الخير بداخله ، لكن هل هذا صحيح ؟ هل هذا ما يحدث فى الواقع ؟ هل
تشجع الخير بداخلك أم أنه مع التغيرات السريعة التى تحدث فى المجتمع الآن و ما قد
تجد فيه من سلبيات يجعلك تفكر بسلبية و تتعامل بنفس الطريقة ، و تجد نفسك شيئًا
فشيئًا بعيد كل البعد عن طريق الخير ، و تكون حجتك أنك تحاول التعامل مع ما يحدث
من حولك .
المشكلة أن الناس تخلط بين الصفات الحميدة و
السذاجة ، لا يوجد أى تعارض بين أن يكون الشخص صاحب أخلاق طيبة و لكنه فى نفس
الوقت ذكى ، قادر على فهم ما يحدث من حوله و التعامل معه .
ففكر فيما تفعل و حدد من أى طرق هو الخير أم
الشر ؟ و لا تظن أن الأشياء الموجودة فى طريق الشر هى الظلم ، القتل ، السرقة ، و
إيذاء الغير و كل هذه الأشياء التى يعدها العقل و الدين و المجتمع غير مقبولة (
بالرغم من أن بعض الأشخاص يجدون مبرراتهم لهذه الأفعال ) بل إن كل تصرف سلبى هو
خطوة فى طريق الشر .
قد تظن أن ما أقوله فيه مبالغة ، أو ليس له
أهمية كبيرة ، و لكن تذكر جيدًا أن الشيطان لا يجعلك تنقلب مرة واحدة ، لكنه يأخذك
شيئًا فشيئًا دون أن تدرى و يضع لك كل الحجج و المبررات لإقناعك ، حتى تتحول لطريق
الشر و يصبح الخروج منه صعبًا .
و اعلم أن الإطعام يكون بالفعل لا القول ،
فكل فعل جيد هو إطعام لذئب الخير و كل فعل سئ هو إطعام لذئب الشر ، فانتبه و تأكد
من أنك تطعم ذب الخير .
و دمتم فى رعاية الله
بقلم :
آية حسنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق