كل منا له عيب ، و لا يوجد إنسان كامل ؛ فالكمال لله وحده ، و من فنون
التعامل مع الناس أن تتغاضى عن عيوبهم و تنشغل بعيوبك ، و ليس من العيب أن يخطئ
المرء و لكن الخطأ أن يظن أن الناس ملائكة معصومون من الخطأ .
فمن الطبيعى أن نجد بعض الخطأ و الزلل فى المعاملات و لا نتوقع من الناس
الكمال و نغفر النقص لأنفسنا لأن ذلك سيوقعنا فى المتاعب ، و هذا ما حذر منه
الدكتور عبد الكريم بكار عندما قال : الناس يتوقعون من بعضهم أكثر مما يمكن أن
يقدموه ، و تنتهى الأمور إلى برودة العلاقات ، و إلى الغيبة و النميمة و سوء الظن.
من المهم أن تحاول قياس مدى
إيجابيات هذا الشخص و أنها تغفر له ما يصنع ، فهذا الخطأ الصغير هو قطرة فى بحر
حسناته ، فقديمًا قالوا : المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء فى كثير صوابه .
و عليك أن تنتبه لعيوبك قبل أن تنتقد عيوب الناس و تهتم بإصلاحها ؛ فقد
تكون هى السبب فى فهمك الخاطئ للناس ، فانشغل بنفسك بدلاً من التحدث عن عيوب
الآخرين ، فقد قال الحسن البصرى بشأن هذا
الأمر : أدركت أقوامًا لم تكن لهم عيوب فتكلموا فى عيوب الناس فأحدث الله لهم
عيوبًا .
و إذا اضطررت إلى التحدث عن العيوب فهى نوعان نوع بسيط يمكن تقبله و
التعامل معه ، و نوع آخر سافر لا يمكن تقبله و قد يؤدى إلى حدوث مشاكل معك .
و السؤال هنا إذا وجدت عيبًا فى صديق أو قريب لك ماذا تفعل ؟
فى البداية عليك أن تعلم أن لكل شخص عيوبه و الكمال لله وحده ، و بعدها يجب
أن تفكر بهدوء ، و أؤكد على كلمة بهدوء ؛ حتى لا تجعل غضبك يؤدى إلى ظلم غيرك .
بعد ذلك تبدأ تفكر فى هذا العيب ، هل يمكن تقبله ، هل تستطيع التأقلم على
وجود هذا العيب ، أو التغاضى عنه ، و هل يسبب لك أى أضرار أو مشكلات ؟
إذا كان بسيط و لا يسبب لك أى مشكلة ، فهذا أمر جيد ، و تكمل طريقك مع هذا
الصديق ، أما إذا كان من النوع الآخر ، فننتقل هنا لمرحلة أخرى .
عليك أن تحدد العيب ، و ما يزعجك فيه ، و ما قد يسببه من مشكلات ، و من ثم
تبدأ فى التفكير فى كيفية توصيل ما تريد للطرف الآخر .
البعض يرفض قول الحقيقة و يكتم ما يشعر به ، و فجأة تجد معاملته للطرف
الآخر قد تغيرت بلا سبب ، و يتجاهل ما قد يشعر به هذا الصديق ؛ فهو لا يفهم ما
الخطأ الذى ارتكبه أدى لتغير المعاملة .
و البعض الآخر يفضل أن يستخدم طريقة "الكلام ليكى يا جارة" ،
فأثناء الكلام يحاول التلميح بما يكره .
و الفريق الأخير يتكلم بصراحة ، و يبوح بكل ما يشعر به ، يجب أن نفرق جيدًا
بين الصراحة و التجريح ، فإذا كنت ممن يصارح فحاول أن توصل ما تريد دون تجريح أو
إساءة لمشاعره ؛ و ذلك حتى يتقبل نصحك ، و لا ينقلب الأمر لشجار أو خلاف بينكما .
و الآن انتبه لعيوبك أكثر من عيوب الناس ، و لا تتسرع فى الحكم على غيرك ،
و عند اتخاذك القرار تصرف بحكمة .
و دمتم فى رعاية الله
بقلم :
آية حسنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق