الثلاثاء، 27 يناير 2015

التعامل مع عيوب الناس



كل منا له عيب ، و لا يوجد إنسان كامل ؛ فالكمال لله وحده ، و من فنون التعامل مع الناس أن تتغاضى عن عيوبهم و تنشغل بعيوبك ، و ليس من العيب أن يخطئ المرء و لكن الخطأ أن يظن أن الناس ملائكة معصومون من الخطأ .

فمن الطبيعى أن نجد بعض الخطأ و الزلل فى المعاملات و لا نتوقع من الناس الكمال و نغفر النقص لأنفسنا لأن ذلك سيوقعنا فى المتاعب ، و هذا ما حذر منه الدكتور عبد الكريم بكار عندما قال : الناس يتوقعون من بعضهم أكثر مما يمكن أن يقدموه ، و تنتهى الأمور إلى برودة العلاقات ، و إلى الغيبة و النميمة و سوء الظن.

من المهم أن تحاول قياس  مدى إيجابيات هذا الشخص و أنها تغفر له ما يصنع ، فهذا الخطأ الصغير هو قطرة فى بحر حسناته ، فقديمًا قالوا : المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء فى كثير صوابه .

و عليك أن تنتبه لعيوبك قبل أن تنتقد عيوب الناس و تهتم بإصلاحها ؛ فقد تكون هى السبب فى فهمك الخاطئ للناس ، فانشغل بنفسك بدلاً من التحدث عن عيوب الآخرين  ، فقد قال الحسن البصرى بشأن هذا الأمر : أدركت أقوامًا لم تكن لهم عيوب فتكلموا فى عيوب الناس فأحدث الله لهم عيوبًا .

و إذا اضطررت إلى التحدث عن العيوب فهى نوعان نوع بسيط يمكن تقبله و التعامل معه ، و نوع آخر سافر لا يمكن تقبله و قد يؤدى إلى حدوث مشاكل معك .

و السؤال هنا إذا وجدت عيبًا فى صديق أو قريب لك ماذا تفعل ؟

فى البداية عليك أن تعلم أن لكل شخص عيوبه و الكمال لله وحده ، و بعدها يجب أن تفكر بهدوء ، و أؤكد على كلمة بهدوء ؛ حتى لا تجعل غضبك يؤدى إلى ظلم غيرك .

بعد ذلك تبدأ تفكر فى هذا العيب ، هل يمكن تقبله ، هل تستطيع التأقلم على وجود هذا العيب ، أو التغاضى عنه ، و هل يسبب لك أى أضرار أو مشكلات ؟

إذا كان بسيط و لا يسبب لك أى مشكلة ، فهذا أمر جيد ، و تكمل طريقك مع هذا الصديق ، أما إذا كان من النوع الآخر ، فننتقل هنا لمرحلة أخرى .

عليك أن تحدد العيب ، و ما يزعجك فيه ، و ما قد يسببه من مشكلات ، و من ثم تبدأ فى التفكير فى كيفية توصيل ما تريد للطرف الآخر .

البعض يرفض قول الحقيقة و يكتم ما يشعر به ، و فجأة تجد معاملته للطرف الآخر قد تغيرت بلا سبب ، و يتجاهل ما قد يشعر به هذا الصديق ؛ فهو لا يفهم ما الخطأ الذى ارتكبه أدى لتغير المعاملة .

و البعض الآخر يفضل أن يستخدم طريقة "الكلام ليكى يا جارة" ، فأثناء الكلام يحاول التلميح بما يكره .

و الفريق الأخير يتكلم بصراحة ، و يبوح بكل ما يشعر به ، يجب أن نفرق جيدًا بين الصراحة و التجريح ، فإذا كنت ممن يصارح فحاول أن توصل ما تريد دون تجريح أو إساءة لمشاعره ؛ و ذلك حتى يتقبل نصحك ، و لا ينقلب الأمر لشجار أو خلاف بينكما .

و الآن انتبه لعيوبك أكثر من عيوب الناس ، و لا تتسرع فى الحكم على غيرك ، و عند اتخاذك القرار تصرف بحكمة .


و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى

أحدثه ثم أقتله !



ذات يوم وجدت هذه العبارة مكتوبة فى أحد مواقع التواصل الاجتماعى : " نفسى أفضل أتكلم مع حد و أقول كل اللى نفسى فيه و بعدين أقتله !! "

قد يعتبرها البعض مزحة ، و قد يعتبرها البعض الآخر جنون أو دموية ، و لكن لا شئ مما سبق هو الحقيقة .

الحقيقة أن هذا الكلام حقيقى و ليس بمزحة ، و يصدر من العقلاء الأصحاء ، بل أن هذا الأمر يحدث معنا جميعًا ، فكم من مرة أراد أحدكم أن يتحدث مع شخص ما و يقول كل ما يحلو له و ما يشعر به ، و لكن يخاف من إفشاء سره ، أو أن يغر الطرف الأخر نظرته تجاهه ، أو يمل منه ، أو لا يتواصل معه فيشعر و كأنه يتحدث مع دمية .

ألم يشعرنا هذا بالحزن عندما بحثنا و لم نجد ؟ و من حالفه حظه و وجد هذا الشخص ألم يكن فى غاية السعادة و الراحة ؟

ألا يجعلنا هذا الأمر نفكر فى الآخرين قليلاً ؟

أعتقد أنه حان الوقت لكى تشعر بغيرك ، فإذا أحسست بوجود هذه الرغبة عنده فكن أنت المستمع ، لا تجعله يشعر بالحزن و كن مصدر سعادته ، حتى و أن لم تستطع أن تجد له حلاً ، فمجرد استماعك و مناقشتك له يريحه كثيرًا و خصوصًا إذا كان يعلم أنه لا شئ مما ذكرناه و الذى قد يخاف منه موجود ، و إذا كنت سببًا فى شعوره بالراحة فستشعر أنت أيضًا بالراحة و السعادة ؛ لأنك كنت سببًا فى إسعاد شخص .

فهيا كنت أنت البئر الذى يضعون فيه أسرارهم و لا يخافون أبدًا .



و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى