طوال اليوم تتكلم مع العديد من الأشخاص ، و لكنك ترتاح عندما تكلم أحدهم و
تود لو يطول الكلام معه و لا ينتهى أبدًا ، تشعر أنك غارق فى الفرح ، و تشعر
بالأمان و كأنك تتكلم مع أحد من عائلتك ؛ و ذلك لأنك تحبه و تثق به و تشعر بالراحة
عند التكلم معه ، و غالبًا هو الآن قد خطر على ذهنك و أنت تقرأ هذه الكلمات .
و هذا الشعور يحدث مع الجميع ، لنا ذكر مثال و هو يعد من
أعظم و أسمى الأمثلة عندما كلم الله تعالى سيدنا موسى : " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ
أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ
أُخْرَى " (طه
17-18)
فالسؤال هنا واضح – و
الله أعلم بما معه – ما الذى معك ؟ و الاجابة عصاى ، و لا داعى لذكر الاستخدامات ،
و لكن لأن سيدنا موسى لم يكن يريد أن ينتهى كلامه مع الله سبحانه و تعالى بسرعة
فكان يطيل الكلام .
و أنت أيضًا بالتأكيد هناك من يشعر تجاهك بهذا الشعور و يستمتع بالتحدث معك
، و ربما لأجل ذلك قد يطيل فى الكلام ؛ لأنه يحب الجلوس معك .
و من أجل ذلك فمن الطبيعى أن تتقبل هذا الأمر و لا تنفر منه لأن ما يفعله
هو دليل على حبه لك ، و حب الناس للشخص نعمة لا يقدرها الكثيرون .
قد تقول لدى مشاغلى و أعمالى و لا أستيع أن اتحدث مع هذا و ذاك ؛ فذلك يضيع
وقتى .
بالتأكيد يجب عليك المحافظة على وقتك و لا تهدره ، و لكن فى نفس الوقت عليك
أن تهتم بحياتك الاجتماعية و الأشخاص المقربين منك ؛ لأنك لو ظللت منشغل بأمر و
أهملت الآخر قد يؤدى ذلك إلى خسارة هؤلاء الأشخاص لشعورهم بأنك لا تهتم بهم .
لذلك عليك أن تهتم بمن يحبك و يهتم بك ، و استمع و انصت له و تفاعل معه فى
الكلام ، فكما قلنا حب الناس لك نعمة ، و عليك أن تقدر هذه النعمة ، و تخيل نفسك و
أنت تكلم من تحب و ستجد حالك هكذا و أكثر .
كن ذو آذان صاغية و صدر رحب مع محدثك ، و ستجد من يكن لك كذلك ، و حافظ على
من تشعر معه بالراحة ؛ لأن هؤلاء عملة نادرة قليلاً ما نجدهم فى حياتنا
و دمتم فى رعاية الله
بقلم :
آية حسنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق