الخميس، 10 يوليو 2014

حياتك ملخبطة



كثير منا شعر بهذا الأمر ، أن حياته أصبحت كهذه الصورة ، أو كما نقول عليها بالعامية ( ملخبطة ) ، كثير منا تعرض لهذا الأمر ، و تختلف الأسباب ، فهناك من يقول أن ذلك لمصاعب تواجهه فى عمله ، دراسته ، أحواله المادية أو الأسرية ، أو لأنه فشل فى أمر معين .

و هنا نقول لأصحاب هذه الأسباب لا تعمموا ، حاولوا تقنين المشكلة ؛ لكى تتمكنوا من حلها ، و الدليل على أنها صغيرة و محددة أنه إذا كنت تعانى من مشكلة فى عملك فصحتك و أسرتك و غيرها من الأشياء مازالت بخير ، و لكن لأنك حزين عقلك يحاول تأكيد هذه المعلومة و يصور لك أن كل شئ ليس على مايرام و يجعلك تنظر للجزء الفارغ من الكوب .

أما إذا كان سبب إحساسك بهذا الأمر هو أنك ترى فعلاً أن حياتك "ملخبطة" ، فعليك أن تتوقف للحظات و تسأل نفسك هل هذا الأمر حقيقى ؟ هل يوجد ما أصاب أحد جوانب حياتك و أثر على غيره ، أو أصاب عدة جوانب ، فيجب أن تعيد التفكير فى أحوالك و أمورك و تعرف سبب حدوث هذه "اللخبطة" و كيف تتغلب عليها .

ابدأ فى التفكير و حصر المشكلات و معرفة سببها ، و اعرف ما لك و ما عليك ، فكر و اعد ترتيب حياتك ، و ضع كل الحلول المناسبة و اختر أفضلها ، و ابدأ فى حل مشاكلك ؛ فلا يجوز أن تترك حياتك هكذا ؛ فهذه حياة واحدة و ليس لها إعادة فلا تضيعها .




و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى

الجمعة، 4 يوليو 2014

أحب التكلم معه



طوال اليوم تتكلم مع العديد من الأشخاص ، و لكنك ترتاح عندما تكلم أحدهم و تود لو يطول الكلام معه و لا ينتهى أبدًا ، تشعر أنك غارق فى الفرح ، و تشعر بالأمان و كأنك تتكلم مع أحد من عائلتك ؛ و ذلك لأنك تحبه و تثق به و تشعر بالراحة عند التكلم معه ، و غالبًا هو الآن قد خطر على ذهنك و أنت تقرأ هذه الكلمات .

و هذا الشعور يحدث مع الجميع ، لنا ذكر مثال و هو يعد من أعظم و أسمى الأمثلة عندما كلم الله تعالى سيدنا موسى : " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى " (طه 17-18)

فالسؤال هنا واضح – و الله أعلم بما معه – ما الذى معك ؟ و الاجابة عصاى ، و لا داعى لذكر الاستخدامات ، و لكن لأن سيدنا موسى لم يكن يريد أن ينتهى كلامه مع الله سبحانه و تعالى بسرعة فكان يطيل الكلام .

و أنت أيضًا بالتأكيد هناك من يشعر تجاهك بهذا الشعور و يستمتع بالتحدث معك ، و ربما لأجل ذلك قد يطيل فى الكلام ؛ لأنه يحب الجلوس معك .

و من أجل ذلك فمن الطبيعى أن تتقبل هذا الأمر و لا تنفر منه لأن ما يفعله هو دليل على حبه لك ، و حب الناس للشخص نعمة لا يقدرها الكثيرون .

قد تقول لدى مشاغلى و أعمالى و لا أستيع أن اتحدث مع هذا و ذاك ؛ فذلك يضيع وقتى .

بالتأكيد يجب عليك المحافظة على وقتك و لا تهدره ، و لكن فى نفس الوقت عليك أن تهتم بحياتك الاجتماعية و الأشخاص المقربين منك ؛ لأنك لو ظللت منشغل بأمر و أهملت الآخر قد يؤدى ذلك إلى خسارة هؤلاء الأشخاص لشعورهم بأنك لا تهتم بهم .

لذلك عليك أن تهتم بمن يحبك و يهتم بك ، و استمع و انصت له و تفاعل معه فى الكلام ، فكما قلنا حب الناس لك نعمة ، و عليك أن تقدر هذه النعمة ، و تخيل نفسك و أنت تكلم من تحب و ستجد حالك هكذا و أكثر .

كن ذو آذان صاغية و صدر رحب مع محدثك ، و ستجد من يكن لك كذلك ، و حافظ على من تشعر معه بالراحة ؛ لأن هؤلاء عملة نادرة قليلاً ما نجدهم فى حياتنا




و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى