الجمعة، 19 يونيو 2015

حكمة ربنا



كل يوم تحدث لنا مواقف و أحداث كثيرة منها ما نظنه خيرًا و ما نظنه شرًا ، و لكن من منا فكر فى حكمة ربنا من هذه المواقف و لماذا تحدث ؟ كثير منا يهتم بتفسير الأحلام ، و لكن هل فكر أحد منا أن يفسر الواقع ؟!

قد تكون هذه هى المرة الأولى التى تقرأ فيها كلمة تفسير الواقع ، و لكن هذه هى الحقيقة نحن نحتاج إلى تفسير الواقع و ليس الأحلام ، محاولتك لترى حكمة ربنا ، يقول تعالى : " وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " (البقرة:216)

و نذكر هنا قصة الرجل الذى كان يملك حصانًا و كان يحبه ، و ذات يوم هام الحصان فى المراعى و لم يعد ، فحزن عليه و جاء الناس ليعزوه ، فابتسم الرجل و قال و ما أدراكم أن ذلك شر . و بعد فترة وجد حصانه قادم و معه قطيع من الجياد ، فجاء الناس للتهنئة فقال و ما أدراكم أن ذلك خير . بعد ذلك ركب ابنه الجواد ، فوقع من عليه و كسرت قدمه ، فجاء الناس ليواسوه فقال و ما أدراكم أن ذلك شر . ثم قامت حرب فأخذوا كل الشباب إلا ولده لأنه مصاب .

فما يحدث لنا ما هو إلا اختيار الله لنا ، قال الإمام على بن أبى طالب : أنى أدعو الله فى حاجة فإذا أعطانى إياها فرحت مرة ، و إذا لم يعطينى إياها فرحت عشر مرات ؛ لأن الأولى هى اختيارى و الثانية اختيار الله علام الغيوب .

فلو يدرك الإنسان كيف يدبر الله له الأمور ، لذاب قلبه فى حبه و فوض الأمر له وحده و هو مطمئن و واثق أن الخير فيما اختاره الله .

و نذكر قصة أخرى فذات يوم هبَّت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها ونجا بعض الركاب ..منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطىء جزيرة مجهولة ومهجورة  !!
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه ..وطلب من الله المعونة والمساعدة سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم  !!
مرَّت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول ماء قريب وينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ..ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار   .
وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ..ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة ..ولكنه عندما عاد فوجىء بأن النار التهمت كل ما حولها ..
فأخذ يصرخ : لماذا يارب  حتى الكوخ احترق  !!لم يعد يتبقى لي شيء فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان ، و الآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه  !!
لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليَّ ، ونام الرجل من الحزن وهو جوعان ..ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره ..إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه ، أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه  !
فأجابوه : " لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصًا ما يطلب الإنقاذ"

فسبحان مدبر الأمور من حيث لا ندرى و لا نعلم ، فإذا ساءت ظروفك لا تخف ، فقط ثق بأن الله له حكمة فى كل شئ يحدث لك و أحسن الظن به .




و دمتم فى رعاية الله

بقلم :
آية حسنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق