الثلاثاء، 18 فبراير 2014

لمن الفوز ؟



قال حكيم لحفيده : اليوم سأخبرك عن حقيقة من حقائق الحياة ، فى نفس كل شخص تدور معركة هى أشبه بمعركة بين ذئبين أحدهما يمثل الشر ، الحسد ، الغيرة ، الأنانية ، و الكذب . أما الآخر فيمثل الخير ، السلام ، الحب ، الحقيقة ، و الإخلاص . تأثر الطفل بهذه الكلمات و فهمها بالرغم من صعوبتها ، و بعد تفكير سأل جده : فى النهاية أى الذئبين سينتصر ؟
ابتسم الجد و قال : دائمًا ينتصر ذلك الذئب الذى تطعمه و تغذيه ، إذا غذيت الشر غلب الشر ، و إذا غذيت الخير غلب الخير ؛ فالذى تزرعه تحصده .

هل فهمت مغزى هذه القصة ؟ بداخل كل منا الخير و الشر ، و دائمًا ما نجد صراعات بينهما ؛ كل منهما يود أن ينتصر و يتحكم بك و بعقلك و تصرفاتك .

من الطبيعى أن يقول كل واحد منا أنه يطعم ذئب الخير ، و ينمى الخير بداخله ، لكن هل هذا صحيح ؟ هل هذا ما يحدث فى الواقع ؟ هل تشجع الخير بداخلك أم أنه مع التغيرات السريعة التى تحدث فى المجتمع الآن و ما قد تجد فيه من سلبيات يجعلك تفكر بسلبية و تتعامل بنفس الطريقة ، و تجد نفسك شيئًا فشيئًا بعيد كل البعد عن طريق الخير ، و تكون حجتك أنك تحاول التعامل مع ما يحدث من حولك .

المشكلة أن الناس تخلط بين الصفات الحميدة و السذاجة ، لا يوجد أى تعارض بين أن يكون الشخص صاحب أخلاق طيبة و لكنه فى نفس الوقت ذكى ، قادر على فهم ما يحدث من حوله و التعامل معه .

ففكر فيما تفعل و حدد من أى طرق هو الخير أم الشر ؟ و لا تظن أن الأشياء الموجودة فى طريق الشر هى الظلم ، القتل ، السرقة ، و إيذاء الغير و كل هذه الأشياء التى يعدها العقل و الدين و المجتمع غير مقبولة ( بالرغم من أن بعض الأشخاص يجدون مبرراتهم لهذه الأفعال ) بل إن كل تصرف سلبى هو خطوة فى طريق الشر .

قد تظن أن ما أقوله فيه مبالغة ، أو ليس له أهمية كبيرة ، و لكن تذكر جيدًا أن الشيطان لا يجعلك تنقلب مرة واحدة ، لكنه يأخذك شيئًا فشيئًا دون أن تدرى و يضع لك كل الحجج و المبررات لإقناعك ، حتى تتحول لطريق الشر و يصبح الخروج منه صعبًا .

و اعلم أن الإطعام يكون بالفعل لا القول ، فكل فعل جيد هو إطعام لذئب الخير و كل فعل سئ هو إطعام لذئب الشر ، فانتبه و تأكد من أنك تطعم ذب الخير .




و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى