الثلاثاء، 11 يونيو 2013

ضل راجل




كثيرًا ما نسمع المثل القديم " ضل راجل و لا ضل حيطة " و يردده العديد من الفتيات ؛ لتبرير زواجهن من رجال غير مؤهلين لتحمل المسئولية ، أو لا يتحلون بصفات حسنة ؛ و ذلك لتبرير ضغط العائلة و لأن قطار الزواج قد فاتها و ستظل  " عانس " و لن تجد من يسير معها فى درب الحياة ، و يساعدها وقت الشدة ، لذلك تقبل بأى شخص و تعتقد بأن الأمور ستسير على ما يُرام ، و لكنها للأسف لا تعرف الحقيقة فهذا الرجل لا يصلح أن يكون زوجًا أو أبًا صالحًا و لن يتحمل أى مسئولية و لن يساندك فى شئ ، بل الأدهى و الأمر قد يكون ذا خلق سئ و بالتالى يؤذيك و يضرك .

و يجب أن تعلمى جيدًا أن الزواج مشاركة ، فالزوج و الزوجة كلاهما يتعاونان من أجل التغلب على مشكلات الحياة ، و العيش بسعادة ، و تربية أولادهما ، فهما كمن يسبحان وسط بحر هائج للوصول إلى الشط و بر الأمان ، يساندان بعضهما و يستريحان معًا و يستمتعان معًا ، فالرجل يساعد زوجته و يدعمها حتى تمر كل موجة بهدوء و سلام ، أما ذلك الرجل صاحب الظل فلن يكون إلا عبء ستجدينه سلبى لا يهمه إلا نفسه ، و ستكونين كمن يسبح فى بحر هائج و لكنه يسحب معه جثة هامدة  لا يستطيع تركها و لا تعاونه فى شئ ، فهو عبء يبدد طاقتها و مجهودها و يعوقها بل قد يكون سببًا أساسيًا لغرقها و عدم وصولها لبر الأمان .

و أنا ضد أن يبقى أى إنسان بدون شريك فى الحياة ، لكن ماذا إذا كان هذا الشريك غير مناسب ؟ ستتحول الحياة إلى ساحة معركة ، فما فائدة رجل بلا دين و لا خلق و لا صفات الرجولة فهو كالديكور فى المنزل ، و وقتها نصف حيطة أفضل من عشرة رجال كهذا .

فما الفائدة من أن تسرعى لتركبى قطار الزواج ، و أنتِ تعلمين جيدًا أن وجهته عكس ما تريدين تمامًا ، بل قد يسقط بك فى الهاوية ، فأنت كمن فاته قطار الاسكندرية فى الشمال فركب قطار أسوان فى الجنوب ! فقط يجب أن يركب .

و يجب أن تعلمى أنه إذا لم تُرزقى بالزوج الصالح كما تتمنين ، فتأكدى أن الله قد أنقذك من حياة زوجية فاشلة إلى أبعد الحدود ، و أن هذا هو الخير .

لذلك يجب ألا تستسلمى لهذا الكلام و لا تقبلى بأى شخص ، فهذا ليس بواجب تقضينه بل أنت تختارين شريك حياتك و رفيق دربك ، و على أساس هذا الاختيار سيتشكل مستقبلك ، ففكرى بهدوء و روية و استخيرى الله قبل أى شئ لتحصلى على زوجك و شريك حياتك و ليس مجرد ظل .




و دمتم فى رعاية الله


بقلم :
آية حسنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق