لو تطلعت لغدك لرضيت بيومك
حكمة طالما قرأتها و لم أكن اعلم لماذا لن أرضى إذا علمت ما سوف يحدث فى
المستقبل ، فكنت أقول لو كنا نعرف بعض الأشياء لارتحنا و تخلصنا من القلق . لم أكن
أفهم مغزى هذه الحكمة حتى جاء يوم و وجدت برنامج مستضيف علماء فلك يشرحون كيف
يعملون ، و بعدها بدأ أحدهم فى سرد تنبؤات العام و ظل يسردها و كانه يقرأ من كتاب
، كان بعضها إيجابى و لكن الكثير منها كان يدعو إلى القلق و أحيانًا الاكتئاب .
انتهت الحلقة و ظل بالى مشغولاً مع كلام هذا الرجل و ظللت أفكر فيه ، فرحت
للاخبار السارة و شعرت بالقلق لأجل الأخبار الأخرى ، و مضت ساعة و أنا على هذا
الحال ، حتى انتبهت و عدت لصوابى و قلت لا يعلم الغيب إلا الله ، و ما هذه إلا
تنبؤات لأشخاص تخطئ و تصيب ، انشغلت بها بالرغم من عدم اهتمامى بهذه الأمور و لكن
هذه طبيعة البشر يصابون بالقلق لأى شئ عن مستقبلهم .
وقتها علمت المغزى من تلك الحكمة فأنت لو علمت ما سيحدث فى المستقبل فأنت
بذلك تدمر حالك ؛ لأنك إذا علمت بحدوث شئ سئ فبالتأكيد ستشعر بالقلق و التوتر ، و
حتى إذا كانت الاخبار سارة ، فمن الممكن أن تجد خبرًا واحدًا سيئًا يعكر صفو حياتك
كلها بكل لحظاتها الجميلة ، فهى كنقطة الحبر التى سقطت فى كأس الماء ، و تعال و
اقرأ قول الشاعر :
يا من تحن إلى غد فى يومه *** قد بعت ما تدرى
بما لا تعلم
و لو افترضنا مثلاً أنك علمت أنك علمت أنك ستأكل طعام معين و تصاب بالتسمم
، فبالتأكيد لن تأكله و بذلك تكون قد غيرت المستقبل تمامًا .
إن المستقبل يحمل لنا فى طياته الكثير و الكثير منها ما نراه جيدًا أو
سيئًا ، و لكن يجب أن تعلم جيدًا أنه آت فلا تستعجل و كل شئ فى أوانه يكون جيدًا ،
و أن كل ما يحدث الآن يمهد لمستقبل رائع حتى لو حدث لك ما يجعلك تقول غير ذلك ،
فلا تتعجل و أعلم أنها مقدمة لرحلة رائعة ، لذا أنصحك بالابتعاد عن هذه الأمور و
تعلم من ماضيك ، و انتبه لحاضرك و اعمل فيه بجد حتى تصل لمستقبل مشرق .
و دمتم فى رعاية الله
بقلم :
آية حسنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق